الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية نقابة الصحافيين تعلق على مشروع قانون كتلة حركة نداء تونس وتصفه بالمشروع الخانق لحُرية الرأي والتعبير

نشر في  27 مارس 2018  (14:32)

علقت نقابة الصحافيين على مشروع القانون الذي تقدمت به مجموعة نواب عن كتلة حركة نداء تونس بالبرلمان ويتعلق بتنقيح وإتمام بعض أحكام المجلة الجزائية وبتجريم ما أطلق عليه النواب المقترحون له "القذف الالكتروني" قائلة إنه "خانق لحُرية الرأي والتعبير ويعكسُ حنينًا للاستبداد".

وذكرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن التجريم يشمل "كل إنتاج أو إعداد أو دعوى أو نسبة أمر من شأنه المساس بالنظام العام والأخلاق الحميدة أو بحرمة الحياة الخاصة أو بهتك شرف أو اعتبار شخص أو هيئة رسمية على الشبكة المعلوماتية" .

ونص المشروع على عقوبة بالسجن تصل إلى عامين وخطية قدرها ثلاثة ألاف دينار.

وفي هذا الصدد، اعتبرت النقابة أن هذا المشروع ينم عن عقلية استبدادية وتضييقية للحريات تحن إلى زمن الديكتاتورية، ويعكس جهلا فظيعا بمكاسب الثورة التونسية في مجال حرية الرأي والتعبير بدليل أن هذا المشروع يحيل إلى مجلة الصحافة لسنة 1975 والتي الغيت مباشرة بعد سقوط نظام بن علي.

وهو ما يوحي بان النواب الذين اقترحوا المشروع يعيشون في عصر ما قبل الثورة. كما يستعمل المشروع مصطلحات ألغاها الدستور التونسي ما بعد الثورة مثل مصطلح "النظام العام" و"الأخلاق الحميدة" و"ثلب الهيئات الرسمية".

وأكدت النقابة أن هذا المشروع ليس له أي جدوى غير تجديد المساعي المحمومة لمحاولة خنق حرية الرأي والتعبير في البلاد، باعتبار أن جنحة القذف منصوص عليها بالفصل 245 من المجلة الجزائية وبنفس أركان المشروع المقترح. علاوة على أن هذا المشروع مخالف للدستور والمواثيق الدولية التي صادقت عليها تونس و لما جاء بالمرسومين 115 و116.

ويعتبر المشروع استنساخا لفصول موجودة بالمجلة الجزائية تتعلق بجنحة القذف وهي في حد ذاتها غير دستورية ومستوجبة الإلغاء، كما أن عبارة القذف ذاتها لم تعد تستعمل في المصطلحات القانونية وتم استبدالها بعبارة الثلب.

وتنبه النقابة الرأي العام والمدافعين عن الحريات في البلاد إلى خطورة مثل هذه المشاريع التي تعكس رغبة في العودة إلى الوراء ونسف ما تحقق من مكاسب في مجال الحريات وخاصة حرية الرأي والتعبير.

ويهم النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن تؤكد على رفضها المطلق لحملات الثلب والتشويه، وتدعو الأحزاب وخاصة الحاكمة منها إلى لجم ميليشياتها الإلكترونية وانتهاج الحوار الرصين والنقاش المعمق بدل سياسة تصفية الحسابات مع الخصوم بواسطة أساليب السب والشتم، أو إطلاق مشاريع قوانين منافية للديمقراطية.